ثقافةرأيسلايدرفنون

مؤتمر الثقة.. المرآة والصعود

العد التنازلي لبدء الدورة (43) لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (1)

كتب – جمال المراغى

بلغت الإدارة الحالية بعناصرها الشابة الصفحة الرابعة لها من صفحات تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العريق، حاولت خلال الدورات السابقة التغلب على الفوضى التي ألمت بالمهرجان من مختلف جوانبه – إلا من مجموعات الشباب المتطوع التي لم تقصر في أداء واجبها – وأصابوا عندما بحثوا عن وضع منظومة لا تعتمد على أفراد، وخطوا خطوات تثمن ولكن الرحلة مازالت طويلة، ووسط التطلعات والآمال تظهر التخوفات التي لابد منها.

وفي موعده عُقد المؤتمر الذي يكشف خلاله عما تم تحضيره خلال نحو عشرة أشهر مضت من أجل السينما المصرية وجمهورها وكذلك السينما العربية والإقليمية ومن أجل الفعاليات التي تشهدها دار الأوبرا المصرية وبعض القاعات خارجها خلال الفترة من 26 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر، وبين الكلمات التي تنقلت بين الألسن من رئيس المهرجان إلى مديره التنفيذي ومدير المكتب الفني والمبرمجين؛ اتفقوا جميعًا على كلمة “الثقة” التي معها اختفت نظرة القلق الإيجابية التي كنت ألمحها خلال المؤتمر في السنوات السابقة، الثقة التي جذبت النقاد والمهتمين واكتظت بهم القاعة، وبات على إدارة المهرجان أن تبحث عن مكان آخر أكثر اتساعًا.

بزهو كبير في محله كشف رئيس المهرجان عن المكرمين هذا العام وتمثل في جائزة فاتن حمامة للتميز للفنان كريم عبد العزيز والتي سبق الإعلان عنها، وانضم إليه في مفاجأة مبهجة الفنانة متعددة المواهب “نيللي” وجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، ومفاجأتان مميزتان تمثلا في تكريم المخرج الفرنسي ” تيري فريمو” المدير الفني لمهرجان كان في العشرين عام الأخيرة، والموسيقي الهندي المبدع “الله ركها رحمان” والذي اشتهر باسم “أي أر رحمان”.

وقبل الكشف عن “بوستر” المهرجان، عُرض خلال دقيقة واحدة “الفيديو التشويقي” للأفلام التي سيشهدها المهرجان، وجاءت مقاطعه السريعة هادئة مثيرة متفائلة مخيفة وركزت في العديد منها على النجمة الإسبانية “بينلوبي كروز” التي بدت في أوج تألقها تستعد للظفر بجائزة الأوسكار، فبدأت المقاطع بها وانتهت بها أيضًا، وبين هذه الثواني مبدعين وأرقام ذات مدلول.

ظهر “البوستر” ليزيل بعض المخاوف، فاختياره يعني إداراك أن هناك مخاطر تحدق بالمهرجان وأن هناك من يتربص به من أعداء النجاح وغيرهم، ففيه مرآة تعكس أجمل ما في المجتمع وتعظمه وتواري القبح حتى ينقضي، وهناك سلم للصعود خطوة بعد الأخرى لم تتسلقه إيزيس بعد والغريب أنها لا تنظر نحوه، وهو سلم ملتوي صعب وخطير ولكن صعوده ليس مستحيل، ولكنه يحتاج لعمل شاق ودقيق، وإخلاص بين الأفراد.

ثم جاء الحديث عن الأرقام والمنجز الذي أصبح لدينا، ولنا الحق أن نفخر به، فهناك أفلام باتت تسعى إلينا بعروضها العالمية الأولى بلغ عددها 34 فيلمًا، والبعض الآخر يُعرض في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لأول مرة وعددها 44 فيلمًا، وفي المجمل فإن عدد الأفلام التي ستشهدها أقسام المهرجان 98 فيلمًا تمثل 63 دولة ومختلف قارات العالم تتضمن 76 فيلمًا طويلًا و22 قصيرًا.

والأفلام الطويلة؛ 13 منها في المسابقة الرسمية بينها 3 عربية، و9 خارج المسابقة، وزادت أفلام آفاق عربية إلى 11 فيلمًا منها 10 في المسابقة، وكذلك العروض الخاصة التي أصبحت 16 فيلمًا وذلك على حساب عروض منتصف الليل التي اقتصرت على 4 أفلام، والبانوراما الدولية على 15 فيلمًا، واستقر أسبوع النقاد عند سبع أفلام، والظاهرة الأولى الواضحة أن ما يزيد على 70% تتمحور حول فتاة أو امرأة سواء كان قائده مخرجًا أو مخرجة.

خلال الساعات المتبقية قبل افتتاح المهرجان سنحاول تناول مسابقات المهرجان وأفلامه ولجان التحكيم الخاصة بكل منها وكذلك فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما التي تعرضنا لبعضها عند الإعلان عنها من قبل لنساعد محبي السينما لمتابعة كل ما يخص مهرجاننا العزيز.

ولكن تبقى بعض كلمات لابد منها، فمع غياب المعايير المعلنة، فإن لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية جاءت كما ينبغي وأكثر من حيث التميز والتنوع بداية من رئيسها “إمير كوستوريتسا” الذي لنا معه وقفة خاصة، إلا أن لجان تحكيم بقية المسابقات تحتاج لنظرة كمًا وكيفًا، ومع تثمين ما تحققه “أيام القاهرة لصناعة السينما” لكنها تتطلب المزيد من التنوع الفكري والفني في شراكاتها، وهناك مدارس سينمائية التعاطي معها سيكون مثمرًا.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى